المترادفات

المترادفات
Endang Munawar, M.Pd.I
شغلت قضاي تعدد اللفظ للمعنى (الترادف) وتعدد المعنى للفظ (المشترك والأضداد) حيزا كبيرا من جهد علماء اللغة العرب القدامي، فأفردها بعضهم بصنفات مستقلة، وضمنها بعضهم الآخر في ثنايا مصنفاته المختلفة.
‌أ)    مفهوم المترادفات
الترادف في اصطلاح القدماء كما نقله فريد عوض حيدر (2005 : 119)من الإمام الرازي: هو الألفاظ المفردة الدالة على شيئ واحد باعتبار واحد.

جاءت مادة الترادف في الشرح وافرة في الشرح وافرة غزيرة ، إذ كثيرا ما كان الشارح يذكر المعنى السياقى للفظ ، ثم يسترد إلى سرد بعض مرادفات و قد اتخذ النص على ترادف الألفاظ سبلا متنوعة في الشرح ، كما يلى (عبد الكريم، 1997 : 263) :
1. ان يذكر الشارح المعنى السياقى للفظ ثم يشفعه ببعض مرادفات دون نص صريح على و قوع الترادف بينها ،الجآذر جمع جؤذر و هو الصغير من أولاد البقر ، يقال : جؤذر و جؤذَر و برغز و فزّ
2. أن يسرد تعض الألفاظ متتابعة ثم ينص على أنها واحد، أو أنهابمعنى، أو بمعنى واحد، أو سواء. كقوله: يقال شَزِبَ و شَعِبَ بمعنى. وقوله: والمجاذبة والمصارعة والمعاركة والمحايلة واحد
3. أن يسرد بعض الألفاظ متتالية، ثم يذكر لها معنى واحدا. كقوله: الأزم والأزن والأز: الجدب
‌ب)                       أراء العلماء في وجود الترادف.
وقد اختلف اللغويون العرب القدماء اختلافا واسعا في إثتات هذه الظاهرة أو انكار وجودها في اللغة العربية (أحمد مختار عمر، 1992 : 216):
v    ففريق أثبت وجود الظاهرة، واجتح لوجودها. بأن جميع أهل اللغة (إذا أرادوا أن يفسروا اللب قالوا: هو العقل أو الجرح، قالوا: هو الكسب أو السكب، قالوا: هو الصب.) وهذا يدل على أن اللب والعقل عندهم سواء. وكذالك الجرح والكسب، زالسكب والصب، وما أشبه ذلك
وقريب منه ما نقله ابن فارس عن مثبتي الترادف وهو قولهم: "لو كان لكل لفظة معنى غير الأخرى لما أمكن أن يعبر عن شيئ بغير عبارته، وذالك لأنا نقول في : لاريب فيه: لا شك فيه. فلو كان الريب غير الشك لكانت العبارة خطئا
v    وهناك قريق آخر كان ينكر الترادف، وعلى رأسهم ثعلب، وأبو علي الفارسي، وابن فارس، وأبو هلال العسكري. يقول ابن فارس: الاسم واحد هو السيف وما بعده من الألقاب صفات... وكذلك الأفعال نحو مضي و ذهب وانطلق، وقعد وجلس، ورقد ونام وهجم ... ففي كل منها ما ليس في سواها. وهو مذهب شيخنا أبي العباس أحمد بن يحيى ثعلب
‌ج)  أسباب وقوع الترادف
ذكر عبد الكريم محمد حسن جبل (1997 : 267-269) أسباب وقوع الترادف، ما يلي:
أولا: التغيير الصوتي
·        بالقلب: جبذ- جذب، ونأى – ناء
·        الأبدال: هتلت السماء – هننت، والحثالة – الحصالة: لردئ الأشياء، وجدث – جدف: للقبر
ثانيا: الاقتراض من اللغات الأخرى
وهو أن تأخذ اللغة كلمات من لغات أخري، لها في هذه اللغة نظائر في المعنى، مثل كلمة دستفشار بمعنى العسل فارسية، والاستبرق للحرير الثخين، والسندس للحرير الرقيق، كمبيوتر للحسوب، وقد ساق السيوطي عددا من الألفاظ المعربة التي ترادف ألفاظا عربية، "في فصل المعرب الذي له اسم في لغة العرب"، ومن هذه الألفاظ: الجطاجن وهو فارسي يسمى المقلى في العربية، والميزان يسمى في العربية المثعب، والياسمين يسمى في العربية السمسق (فريض عوض حيدر، 2005 : 135).
ثالثا: التغيير الدلالي
وجود ألفاظ غير مقبولة الدلالة في المجتمع، نجعل المجتمع يبحث عن ألفاظ غيرها لأنها سريعة الابتدال، فيتولد عن ذلك بكثرة الاستعمال عدد من الألفاظ المترادفة على مدلول واحد، ومن ذلك الألفاظ الدالة على قضاء الحاجة وأماكنها مثل الخلاء، والمرحاض، ودورة المياه، والكنيف، والتواليت، والحمام (فريض عوض حيدر، 2005 : 135).
رابعا: اختلاف لهجات العرب

فقد يتحد المدلول، ويختلف الدال عليه باختلاف البيئات، ويظهر هذا بوضوح في مجال التسمية، ويعود اختلاف الدال على المسمى الواحد من بيئة أخرى إلى اختلاف الاعتبارات، فى النظر إلى الشيئ الواحد في كل منهما، ومن ذالك: العصا تسمى فى اليمن الصميل، وفي مصر تسمى النبوت، فاعتبار اليُبس والخشونة، هو الذي جعل أهل اليمن يسمونها بذالك الإسم، واعتبار ما كانت عليه هو الذي جعل أهل مصر يسمونها بهذا الإسم "إذ النبوت هو الفرع النابت من الشجرة" (فريض عوض حيدر، 2005 : 135).

0 comments:

Copyright © 2013. BloggerSpice.com - All Rights Reserved
Customized by: MohammadFazle Rabbi | Powered by: BS
Designed by: Endang Munawar