الدراسة عن المعنى (مفهوم المعنى وأنواعه وتعدده)



الباب الأول

OLEH: ENDANG MUNAWAR, M.Pd.I

المقدمة
كما هو المعروف أن القرآن لغة عربية، ومن يتعلم القرآن ويفهمه عميقا فينبغي أن يستوعب القواعد اللغوية كعلم النحو والصرف والإشتقاق والإعراب والبلاغة (محمد نور إخوان، 2002 : 10).
وبجانب ذلك لزم علينا أن نفهم المعاني المتضمنة في القرآن، في هذه الحالة يحتاج إلى دراسة عن المعنى إهتماما لفهم الرسائل الألوهية والمصادر الأساسية وهي علم الدلالة (فخر الراز، 2004 : 4).

عرف بعضهم علم الدلالة بأنه "دراسة المعنى" أو "العلم الذي يدرس المعنى" أو "ذلك الفرع من علم اللغة العربية الذي يتناول نظرية المعنى" أو "ذلك الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها في الرمز حتى يكون قادرا على حمل المعنى (أحمد مختار عمر، 1992 : 11).
بعض الناس قد يظن أنه يكفي لبيان معنى الكلمة الرجوع إلى المعجم ومعرفة المعنى أوالمعاني المدونة فيه. وإذا كان هذا كافيا بالنسبة لبعض الكلمات، فهو غير كاف بالنسبة لكثير غيرها. ومن أجل هذا فرق علماء الدلالة بين أنواع  من المعنى لا بد ملاحظتها قبل التحديد النهائي لمعان الكلمات. وهذا البحث يحاول أن يوضح الدراسات عن المعنى مع بعض جوانبه (مفهوم المعنى وأنواعه وتعدده). والله ولي التوفيق والمستعان على جميع أحوال عباده.
الباب الثاني
الدراسة عن المعنى (مفهوم المعنى وأنواعه وتعدده)
أ.  مفهوم المعنى
       كما نقل عبد الخير (29:2002) عن فردينان دي سوسير أن كل رمز اللغوي يتكون  عن عنصرين، يعني الدال (signifier في اللغة الإنجلزية) والمدلول ( Signifie/signified   في اللغة الإنجلزية  ) فالدال هو اللفظ والمدلول هو المعنى.
        المعنى إصطلاحا يشير إلى المفهوم الأوسع، وفي هذه البحث المراد به علاقة بين اللغة بالخارج منها التي اتفقها مستعملوا اللغة لإعطاء الفهم لهم. (أمين الدين:52:2002-53). والمعنى عند فاطمة (5:1999) هو التعلق بين عناصر اللغة، أو هو وسيلة اللغة بالخارج منها التي اتفقها مستعملوا اللغة ليفهم بعضهم ببعض.
 ب.  أنواع المعنى
       إن اللغة تستعمل في مختلف الوظائف والحالات المتنوعة، فيكون المعنى اللغوي متنوعا. وقد قدم اللغويون أنواع المعنى في كتب اللغة المتعلقة بلغتهم.
1-   المعنى عند أحمد مختار عمر
       وقسم أحمد مختار عمر (36:1988-40) أنواع المعنى في اللغة العربية كما في الأتية:
أ)  المعنى الأساسي
المعنى الأساسي أو الأولى أو المركزي ويسمي أحيانا المعنى التصوري (conceptual meaning) أو المفهومي أو الإدراكي (Cognitive) هو العامل الرئيسي للاتصال اللغوي، والممثل الحقيقي الوظيفة الأساسية للغة، وهي التفاهم والأفكار. وقد عرف نيدا هذا النوع من المعنى بأنّه المعنى المتصل بالوحدة المعجمية حينما ترد في أقل سياق أي حينما ترد منفردة.
ب)   المعنى الإضافي
       المعنى الإيضافي أو العرضي أو الثانوي أو التضمني فهو المعنى الذي يملكه اللفظ عن طريق ما يشير إليه إلى جانب معناها التصوري الخالص. وهذا النوع من المعنى زائد على المعنى الأساسي وليس له صفة الثبوت والشمول، وإنّما يتغير بتغير الثقافة أو الزمان أو الخبرة. فإذا كانت كلمة "إمرأة" تتحدد معناها الأساسي بثلاثة ملامح هي إنسان – ذكر + بالغ، فهذه الملامح الثلاثة تقدم المعيار للإستعمال الصحيح للكلمة. ولكن هناك معاني إضافية كثيرة، وهي صفات غير معيارية، وقابلة للتغير من زمن إلى زمن ومن مجتمع إلى مجتمع.
ج)   المعنى الأسلوبي
       المعنى الأسلوبي هو المعنى الذي تحمله قطعة من اللغة بالنسبة للظروف الاجتماعية لمستعملها والمنطقة الجغرافية التي ينتمي إليها. كما أنه يكشف عن مستويات أخرى مثل التخصص ودرجة العلاقة بين المتكلم والسامع ورتبة اللغة المستخدمة (أدبية – رسمية – عامية - مبتذلة...)، ونوع اللغة     ( لغة الشعر-لغة القانون-لغة العلم-لغة الإعلان...)، والواسطة ( حديث – خطب - كتابة...). فكلمة Father  و daddy تتفقان في المعنى الأساسي ولكن الثانية يقتصر استعمالها على مستوى الشخص الحميم.
د)    المعنى النفسي
       وهو يشير إلى ما يتضمنه اللفظ من الدلالات عند الفرد. فهو بذلك معنى فردي ذاتي. وبالتالي يعتبر معنى مقيدا بالنسبة لمتحد واحد فقط، ولا يتميز بالعمومية ولا التداول بين الأفراد جميعا.
       ويظهر هذا المعنى بوضوح في الأحاديث العادية للأفراد، وفي كتابات الأدباء وأشعار الشعراء حيث تنعكس المعاني الذاتية النفسية بصورة واضحة قوية تجاه الألفاظ والمفاهيم المتباينة. المثال : كلمة "شجرة" إذا يقال عند الشعراء فمعناها الحميمة لأنها تؤخذ لتظلل.
ه‌)                 المعنى الإيحائي
       المعنى الإيحائي المعنى الذي يتعلق بكلمات ذات مقدرة خاصة على الإيحاء نظرا لشفافيتها، وقد حصر أولمان تأثيرات هذا النوع من المعنى في ثلاثة هي:
1)    التأثير الصوتي هو نوعان: تأثير مباشر وغير مباشر. والمثال من التأثير المباشر (Primary Onomatopoeia ) صليل ( السيوف) – مواء (القطة)- خرير (الماء)،  والكلمات الإنجليزية crackو hiss وzoom. والنوع الثاني التأثير غير المباشر ويسمى (Secondary Onomatopoeia ) مثل القيمة الرمزية للكسرة (ويقابلها في الإنجليزية) التي ترتبط في أذهان الناس بالصغر أو الأشياء الصغيرة.
2)    التأثير الصرفي ويتعلق بالكلمات المركبة مثل handfulو redecorateو hot-plate والكلمات كالكلمة العربية صهصلق ( من صهل وصلق).
3)    التأثير الدلالي ويتعلق بالكلمات المؤسسة على المجاز أي صورة كلامية  معبرة.
2 -   المعنى عند عبد الخير
     وقسم عبد الخير (60:2002-62) المعنى ألى أنواع مختلفة، ومنها المعنى بالنظر إلى أنو اع الدلالة تنقسم ألى قسمين : الأول المعنى المعجمي، وهو المعنى اللفظي أو المعنى المناسب بمراجعه وبما يدركه الحواس أو المعنى الواقعي الحقيقي في هذه الحياة. والثاني المعنى النحوي/التركيبي، وهو المعنى الذي تحصله عملية التركيب. ويسمى هذا النوع المعنى السياقي أو المعنى الموقفي، لأن المعنى موقوف مر ار كثيرا على سياق الكلمات أو سياق الموقف, ويسمى أيضا المعنى التركيبي، لأن العملية النحوية قد تتعلق بالتركيب اللغوي.
3 -   المعنى عند توسيحقو إيجوتثو
              وذكر إيجوتثو (10:2003) المعنى الأساسي والمعنى التقاربي أو العلاقتي. الأول هو ما يتضمن ويلصق بنفس اللفظ الذي يتورط في أيما كان. والثان هو المعنى الإضافي الزائد على المعنى الظاهر أو الأساسي بوضع اللفظ في موقف خاص وفي مجال خاص ويكون في العلاقة المختلفة بين الألفاظ المهمة.
ج.  تعدد المعنى
              كما قد سبق ذكره أن ألفاظ اللغة من حيث دلالتها ثلاثة أنواع ( أحمد مختار عمر:143:1988) هي:
1.       المتباين، وهو أن يدلّ اللفظ الواحد على معنى واحد. وهو أكثر اللغة.
2.       المشترك اللفظي، وهو أن يدلّ اللفظ الواحدعلى أكثر من معنى. فإن كانت دلالته على معنيين غير متضادين فهو المشترك اللفظي، أمّا إذا كانت على معنيين متضادين فهو من باب الأضداد.
3.       المتاردف، وهو أن يدلّ أكثر من لفظ على معنى واحد.
2.   تغيير المعنى وأسبابه وأشكاله
              إن نفس الكلمات - بسبب تطور خلال الزمان – تكتسب معنى أخر، وتشرح فكرة أخرى، وعلى هذا فإن ما نعينه بتغير المعنى هو تغيير الكلمات لمعانيها، ويقول أولمان: لقد سبق أن عرفنا  المعنى بأنه علاقة متبادلة بين اللفظ والمدلول.  وعلى هذا يقع التغير في المعنى كلما وجد أي تغير في هذه العلاقة الأساسية ( أحمد مختار عمر:235:1988).  
وقال أيضا(227:1988) إن الأسباب التي تؤدي إلى تغيير المعنى ما يأتي:
1-      ظهور الحاجة، حينما يملك المجتمع اللغوي فكرة شيئا يريد أن يتحدث عنه فإنه يمثله بمجموعة من الأصوات في مفرادت أو معجم اللغة. وقد يكون هذا التمثيل عن طريق الإقتراض وطريق صك لفظ جديد(coining) على طريقة كلمات هذه اللغة.
2-      التطور الاجتماعي والثقافي، قد يكون هذا السباب في السبب السابق
3-      المشاعر العاطفية والنفسية، قد يكون التعبير في المعنى تسببه العناصر العاطفة والنفسية كما يظهر فيها يعرف بالإمساس"tabu " في اللغة للتعظيم والإحترام أو الخوف.
4-      الانحراف اللغوي، قد ينحرف مستعمل الكلمة بالكلمة عن معناها إلى معنى قريب أو مشابه به فيعد من باب المجاز، وقد يكون الإنحراف نتيجة سوء الفهم أو الإلتباس أو الغموض.
5-      الانتقال المجاز، وهو تغيير المعنى المجازي إلى المعنى الحقيقي بكثرة الاستعمال. مثل: رجل الكرسي ليست رجلا.
6-      الابتداع، ويعد الابتداع" Innovation" أو الخلق "Creativity " من الأسباب الواعية لتغير المعنى. وكثيرا ما يقوم به أحد صنفين من الناس هما: الموهبون من أصحاب المهارة في الكلام كالشعراء والأدباء، والمجامع اللغوية والهيئات العلمية حين تحتاج إلى استخدام لفظ ما للتعبير عن فكرة أو مفهوم معينة.
7-      عملية تركبية (عبد الخير: 141:2002)
وأما أسباب تغير المعنى فهي:
1-            توسيع المعنى (widening/extension )، عندما يحدث الإنتقال من معنى خاص إلى معنى عام. مثل: كلمة picture كانت تطلق على اللوحة المرسومة، والأن امتدت لتشمل الصور الفوتوغرافية.
2-            تضييق المعنى، ويعد تضييق المعنى (narrowing ) اتجاحا عكس السابق، يعني ذلك التحويل الدلالة من المعنى الكلي إلى المعنى الجزئي أو تضييق مجالها.مثل: كلمة "حرمي" هي في الحقيقة نسبة إلى الحرام، ثم تحصصت دلالتها واستعملت بمعنى اللص في القرن السابع الهجري في بعض النصوص المروية.
3-            نقل المعنى، يكون الإنتقال عندما يتعادل المعنيان أو إذا كان لايختلفان من جهة العموم والخصوص، مثل: التعبير عن أحد أعضاء البدن باسم عضو آخر مثل استخدام كلمة صدر أونحر (وفي بعض اللغات: معدة) بدلا من ثدي.
المبالغة، إعتبر أولمان من إشكال تغير المعنى وعدها مسؤولة عن تلك الشعارات المذهبية والإصطلاحات الخادعة التي تستغلها أجهزة الدعاية أسوأ استغلال حتى إنها لا تلبث أن تؤدي إلى عكس المقصود منها. كما   في نحو قولك: هو سعيد بشكل مخيف، ورائع بكل بساطة.






الباب الثالث
النتائج والاختتام
المعنى إصطلاحا يشير إلى المفهوم الأوسع، وفي هذه البحث المراد به علاقة بين اللغة بالخارج منها التي اتفقها مستعملوا اللغة لإعطاء الفهم لهم. وهذا آخر كتابة هذه الرسالة حوالي المعنى الذي يدرسة علم السيمانتيك لصيانة الإنسان عن الخطاء في فهم كلام العرب.
البحث الذي قام به الكاتب بحث غير عميق، وغير كامل، فلنيل البحث التام، من فضلك أن تبحث هذا بحثا عميقا، لكن إذا وجدت الصعوبة فعليك بالصبر والتوكل وإعادة البحث بحثا دقيقا، لكل داء دواء، وإن مع العسر يسرا






المراجع
-      أحمد مختار عمر،-
1988، علم الدلالة، دار الإحياء التراث العربي: القاهرة
-      الدوكتور عبد الكريم مجاهد،_
1985، الدلالة اللغوية عند العرب، دار الضياء: الأردان
- الدوكتور إميل بديع يعقوب،_
دون سنة، فقه اللغة العربية وخصائصها، دار الثفافة: بيروت
-    Djadjasudarma, Fatimah,_
1999, Semantik I Pengantar ke Arah Ilmu Makna, REFIKA: Bandung
-    Fachrurrozi,  H. Aziz, Dr. MA,_
2004, Memahami Ajaran Pokok Islam Dalam Al-Quran Melalui Kajian Semantik, Pustaka Al-Husna Baru: Jakarta
-    Ichwan, Mohammad Nur,_
2002, Memahami Bahasa Al-Quran Refleksi atas Persoalan Linguistik, Pustaka Pelajar: Yogyakarta
-    Izutsu, Toshihiko,_
2003, Relasi Tuhan dan Manusia Pendekatan Semantik Terhadap Al-Quran, Tiara Wacana Yogya: Yogyakarta

2 comments:

  1. assalamualaikum bang boleh minta kontaknya, saya ingin konsultasi tentang teori jenis" makna untuk penelitan saya bang

    ReplyDelete
  2. assalamualaikum bang boleh minta kontaknya, saya ingin konsultasi tentang teori jenis" makna untuk penelitan saya bang

    ReplyDelete

Copyright © 2013. BloggerSpice.com - All Rights Reserved
Customized by: MohammadFazle Rabbi | Powered by: BS
Designed by: Endang Munawar