علم الدلالة



علم الدلالة
Endang Munawar
1.            تعريف علم الدلالة
       علم الدلالة فرع من علوم اللغة يخص بحثه عن المعاني والمقاصد. وعلم الدلالة لغة مأخوذ من اللغة اليونانية سيمانتيك الذي معناه رمز أو علامة (عبد الخير: 2:1995). ومصطلاح سيمانتيك مشتق من اللفظ اليوناني سيما (Sema ) بمعنى علامة أو الرموز وفعلها سيمانو(  Semanio  ) معناه جعل الشيء رمزا أو علامة.      وفي اللغة الانجليزية يسمي( Semantic  ) وفي اللغة العربية سمي علم الدلالة أو علم المعنى. ويعرف من ذلك أنّ علم الدلالة هو علم يبحث عن المعنى.

       وأما علم الدلالة اصطلاحا فهو كما نقله منصور فاتيدا (91:1995) عن فيرحار: هو فرع من فروع العلوم اللغوية يبحث اللغة من حيث المعنى.ونقل أحمد مختار عمر (11:1988:) عن بعض اللغويين، بأنّه دراسة المعنى، أو العلم الذي يدرس المعنى أو ذلك الفرع من علم اللغة الذي يتناول نظرية المعنى أو ذلك الفرع الذي يدرس الشروط الواجب توافرها في الرموز حتى يكون قادرا على حمل المعنى.
       وقال عبد الخير (2:2002) علم الدلالة هو مصطلاح في المجال اللغوي الذي يدرس عن العلاقات بين الرموز اللغوية ومدلولاتها، ويستنبط الكاتب أنّ علم الدلالة  هو دراسة في علم اللغة التي تدرس عن المعنى.
2.            موضوع علم الدلالة
       يستلزم التعريف الأخير أن يكون موضوع علم الدلالة أي شيئ أو كل شيئ يقوم بدور العلامة أو الرمز.هذه العلامات أو الرموز قد تكون علامات على الطريق وقد تكون إشارة باليد أو إيماءة بالرأس كما قد تكون كلمة وجملا. وبعبارة أخرى قد تكون علامة أو رموزا غير لغوية تحمل معنى، كما قد تكون علامة أو رموزا لغوية (أحمد مختار عمر: 11:1988-12). وقالت فاطمة جاج سودارما (4:1999) إن موضوع علم الدلالة  يحتوي على علاقات المعنى في اللغة برغم أن عاملا غير لغوي يأ ثر وظيفا للغة غير رموزية.
استنباط من البيان السابق أن موضوع علم الدلالة شيئ يقوم بدور العلامة أو الرمز علاقات المعنى في اللغة
3.            أنواع الدلالة
       هناك عدد أنواع السيمانتيك منفرقة مناسبة لموضوعها، إن كان الموضوع لفظا فنوعها  السيمانتيك المعجمي، فيها يبحث عن معنى كل الألفاظ الواقعة في المعجم. فهذا المعنى يسمى بالمعنى المعجمي او المعنى الأساسي أو الأصلي. وإن كان الموضوع جملة فهناك قسمان، هما السيمانتيك النحوي و السيمانتيك الصرفي. فالسيمانتيك النحوي هو السيمانتيك الذي يدرس العلاقة بين الكلمات الواحدة ولكلمة الأخرى في تركيب الجملة. والسيمانتيك الصرفي هو السيمانتيك الذي يدرس تركيب الكلمات وصيغتها، ولهما المعنى، فهاذا النوع يسمى بالسيمانتيك الواظيفي أو السيمانتيك الإضافي.
       وقال إبن جني (عبد الكريم مجاهد: د.ت:112) إنّ علم الدلالة ينقسم على خمسة أقسام منها:
-      الدلالة الاجتماعية، وبيان هذه الدلالة يقع على سياق الحال الذي يحدد الاطار والبيئة للحدث اللغوي
-      الدلالة الصوتية وهي تعتمد على تغيير مواقع الفونيمات اي اسم الدلالة اللفظية
-      الدلالة الصرفية، تقوم هذه الدلالة على ما تؤديه الأوزان الصرفية العريبة وأبنيتها من معان
-      الدلالة النحوية، هي الدلالة التي تحصل من خلال العلاقات النحوية بين الكلمات التي تتخذ كل منها موقفا معينا في الجملة حسب قوانين اللغة
-      الدلالة المعجمية، وهي دلالة الكلمة المثبتة في القاموس وهي الدلالة الاصلية او الاساسية بالوضع اللغوي
4.            أهمية علم الدلالة
       القرأن خطاب الله العظيم الذي يتصور في نصوص اللغة الإنسانية يتضمن ما شرع الله على عباده  ويجب عليهم فهمه وتدبره وتحقيقه في أشكال الأعمال اليومية. ولأجل الحصول على الفهم السليم لما يحتويه القرآن أن نحتاج إلى خطوات التحليل الصحيحة والمناهج الشاملة التي تعتد على النظرية  المناسبة بمعلومة البحث منها النظرية الدلالية.
       وقد استعمل الإنسان علم الدلالة للبحث عن مشكلات الأيات القرآنية وإعجازها وتفسير معانيها واستخراج الأحكام  الشرعية منها. وكان علماء الفقه والأصوليين من أوائل من إهتموا بمثل هذه الدراسة التي تدور حول الألفاظ فلا يجدون أثر أصليا وإنما يجدون بين أيديهم بحثا لغويا حول هذه العادة التي هي مناط الحكم.
       كما عرفنا أن أهم الموضوع لعلم الدلالة هو المعنى بدون المعنى لايمكن     أن تكون اللغة. ولايمكن فصل علم الدلالة عن غيره من فروع اللغة. فكما يستعين علوم اللغة الأخرى بالدلالة للقيام بتحليلتها يحتاح علم الدلالة لأداء وظيفته- إلى الإستعانة بهذه العلوم ( أحمد مختار عمر: 13:1988). وترجع أهمية علم الدلالة بتطور اللغة إلى الأسباب الآتية:
أ‌.                معنى يوصل غرض الإنس إلى غيره.
ب‌.          تطور في علم المعرفت والتكنولوجيا.
ج .   تطور في الاجتماعي والثقافة
د‌.              تطور في الاصطلاح
       قال إيجوتثو (10:2004) إن الإتحاد بين القرآن وعلم الدلالة مهم على حدة لانه يحملنا  على تقريب المستوي الخاص من القرآن الكريم غير وجهة النظر التي يستعملها عادة أكثر المفسرين كمنهج توحيدي ونفسي واجتماعي ونحوي وما أشبه ذلك من مناهج التفسير . وهذه المناهج أشار القرآن الكريم إلى عدة المتباينات.
       ويعرف من ذلك أنّ هذه النظرية تستطيع أن تكشف المعاني التي ملكتها وحدة الكلمات لأنّها قد تكون غامظة للفهم إن وضعت على معناها المعجمي. وكثر مما يستعمله القرآن الكريم من الكلمات لتعبير الفكرة على السياقات المختلفة التي ترتبط منها المعاني المتنوعة.

0 comments:

Copyright © 2013. BloggerSpice.com - All Rights Reserved
Customized by: MohammadFazle Rabbi | Powered by: BS
Designed by: Endang Munawar