مناهج دراسة المعنى


مناهج دراسة المعنى

OLEH: ENDANG MUNAWAR, M.Pd.I
أ-  النظرية الإشارية
              ونقل أحمد مختار عمر (54:1988) عن أوجدن و ريتشاردز في كتابهما المشهور "The Meaning of Meaning " أول من طور ما يمكن أن يسمى  بالنظرية الإشاريةtheory referential  أوdenotational  التي أوضحاها بالمثلث الآتي:
الفكرة-المرجع-المدلول
(Thought-reference-sense)
 

            الشيئ الخارجي-المشار إليه                  الرمز- الكلمة-الاسم
                        (referent-thing)                                    (syimbol-word-name) 
فهذا الرسم يميز ثلاثة عناصر مختلفة للمعنى، ويوضح  أنه لاتوجد علاقة مباشرة بين الكلمات كرمز، والشيئ الخارجي الذي تعبر عنه. والكلمة عندهما تحوي جزأين هما صيغة متربطة بوظيفتيهاالرمزية، ومحتوى متربط بالفكرة او المرجع.
     
       وهذه الفكرة عن الطبيعة المزدوجة باعتبارها صيغة ومحتوى  ترجع إلى عهد دي سويسر الذي أكد الطبيعة المزدوجة للرمز عن طريق المثال القياس الذي قدمه حيث شبهه بقطعه من الورق ذات وجهين. فكما لا يمكنك أن تقطع أحد الوجهين دون الآخر  فكذلك لا يمكن أن تفصل جانبي الرمز أحدهما عن الآخر، لأنهما مرتبطان ارتباط جانبي الورقة.
       وتعني النظرية الإشارية بأن معنى الكلمة هو إشارتها إلى شيئ غير نفسها وهنا رأيان (أحمد مختار عمر: 55:1988):
-      رأى يرى أن معنى الكلمة هو ما تشير إليه
-      ورأى يرى أن معناها هو العلاقة بين التعبير وما يشير أليه.
       ودراسة المعنى على الرأي الأول تقتضي الإكتفاء بدراسة جانبين من المثلث، وهما جانبا الرمز والمشار إليه، وعلى الرأي الثاني تتطلب دراسة الجوانب الثلاثة لأن الوصول إلى المشار إليه يكون عن طريق الفكرة، أو الصورة الذهنية.
 وقد اعترض أحمد مختار عمر (56:1988) على هذه النظرية بما يلي:
-      أنها تدرس الظاهرة اللغوية خارج إطار اللغة.
-      أنها تقوم على أساس دراسة الموجودات الخارجية (المشار إليه). ولكن نعطي تعريفا دقيقا للمعنى- على أساس هذه النظرية - لابد من أن تكون على علم دقيق بكل شيئ في العالم المتكلم. ولكن المعرفة الإنسانية أقل من هذا بكثير.
-      أنها لا تتضمن كلمات مثل "لا" و "الى" و "لكن" و "أو" ونحو ذلك من الكلمات التي لا تشير إلى شيئ موجودة  existing think . هذه الكلمات لها  معنى يفهمه السامع والمتكلم، ولكن  الشيء الذي تدل عليه لايمكن  أن يعترف  عليه في العالم المادي.
-      أن معنى الشيء غير ذاته. فمعنى كلمة " تفاحة " ليس "التفاحة". التفاحة يمكن أن تؤكل ولكن المعنى لايؤكل. والمعانى يمكن أن تتعلم ولكن التفاحة لايمكن.
ب - النظرية التصورية   
       وجدت الصورة الكلاسيكية " Ideational Theory " أو " Image Theory " أو النظرية العقلية " Theory Mentalis" عند الفيلسوف الإنجليزية " John Locke" ( القرن السابع عشر) الذي يقول: استعمال الكلمات يجب أن يكون الإشارة الحساسة إلى الأفكار. والأفكار التي تمثلها أن تعد مغزاها المباشر الخاص.
       وهذه النظرية تعتبر اللغة "وسيلة أو أداة لتوصيل الأفكار" أو "تمثيلا خارجيا ومعنويا لحال داخلية" وما يعطى تعبيرا لغويا معنى معينا استعماله باطراد (في التفاهم) كعلامة على فكرة معينة.
       وهذه النظرية تقتضي بالنسبة لكل تعبير لغوي، أو لكل معنى متميزة للتعبير اللغوي أن تملك فكرة، وهذه الفكرة يجب:
-      أن تكون حاضرة في ذهن المتكلم.
-      المتكلم يجب ان ينتج التعبير الذي يجعل الجمهور يدرك أن الفكرة المعينة موجودة في عقله في ذلك الوقت.
-      التعبير يجب أن يستدعي نفس الفكرة في عقل السابع.
ج.   النظرية السياقية
       ومعنى الكلمة عند أصحاب هذه النظرية هو استعمالها في اللغة أو الطريقة التي تستعمل بها أو الدور الذي تؤديه. ولهاذا يصرح فيرث بأن المعنى لاينكسف إلا من خلال تسييق الوحدة اللغوية، أي وضعها في سياقات مختلفة. وعلى هذا فدراسة معاني الكلمات تتطلب تحليلا للسياقات والمواقف التي ترد فيها، حتى ما كان منها غير لغوي، ومعنى الكلمة – على هذا – يتعدل تبعا لتعدد السياقات التي تقع فيها، أو بعبارة أخرى تبعا لتوزعها اللغوي Linguistik Distribution.
       وقد نقل أحمد مختار عمر (69:1988) عن ك. أمير تقسيما للسياق ذا أربع شعب بشمل:
-      السياق اللغوي “lingustic context”
-      السياق العاطفي”emotional context”
-      السياق الموقفي “situational context”
-      السياق الثقافي”cultural context”
       أما السياق اللغوي فمثاله كلمة "حسن" التي تقع في سياقات لغوية متنوعة وصفا ل : 
أشخاص    : رجل -  امرأة  -  ولد
أشياء       : وقت - يوم  - حفلة - رحلة
مقادر       : ملح - دقيق - هواء – ماء
       فإذا وردت في سياق لغوي مع كلمة " رجل" كانت تعني الناحية الخلقية، وإذا وردت وصفا لطبيب مثلا كانت نعني التفوق في الأداء (وليس الناحية الأخلاقية)، وإذا وردت وصفا للمقادير كان معناها الصفاء والنقاوة.
       وأما السياق العاطفي فيحدد درجة القوة والضعف في الانفعال مما يقتضي تأكيدا أو مبالغة أو اعتدالا، فكلمة " يكره" العربية غير كلمة "يبغض" رغم" اشتراكهما في أصل المعنى كذلك.   
       وأما السياق الموقفي فيعني الموقف الخارجي الذي يمكن أن تقع فيه الكلمة. مثل استعمال كلمة "يرحم" في مقام تشميت العاطس " يرحمك الله" ( البدء بالفعل)، وفي مقام الترحم بعد الموت " الله يرحمه " (البدء بالا سمز فالأولى تعني طلب الرحمة في الآخرة. وقد دل على هذا السياق الموقفي إلى جانب السياق اللغوي المتمثل في التقديم والتأخير.
       وأما السياق الثقافي فيقتضي التحديد المحيط الثقافي أو الإجتماعي الذي يمكن أن تستخدم فيه الكلمة. فكلمة "جذر" لها معنى عند المزارع، ومعنى ثان عند اللغوي، ومعنى ثالث عند عالم الرياضيات.
1.      مناهج تحليل المعنى
       هناك أربع خطوات لتحليل المعنى وهي كما يلي:
أ‌-         تحليل الحقول الدلالية
الحقل الدلالي هو مجموعة من الكلمات ترتبط دلالاتها، وتوضع عادة تحت لفظ عام يجمعها. وهدف التحليل للحقول الدلالية هو جمع كل الكلمات التي تخص حقلا معينا، والكشف عن صلاتها الواحد منها بالأخر، وصلاتها بالمصطلح العام.(أحمد مختار عمر:1988: 79-80)
              أما تحليل الحقول الدلالية فجزء من الجهاز الدلالية الذي يصور به حقيقه العالم ويطبق بمجموعة معجمية. فتحليل الحقول الدلالية أن يحلل مجموعة الألفاظ المشكلة شبكة المعاني المعينة. والمفهوم من هذا القول أن نعين درجة الألفاظ في درجة المركز أو درجة المتوسط أو درجة الأسفل.
              والحقول الدلالية القرآنية مجموعة الألفاظ التي تتعلق في معناها، فالخطوات التي يسلك بها تحليل الحقول الدلالية للقرآن الكريم هي:
·      تبويب الألفاظ المتعلقة بموضوع البحث.
·      تعيين درجة الألفاظ.
·      أن يعلق الألفاظ المعينة بالحقول الدلالية
ب-   تحليل التكوين الدلالي
      اما تحليل التكوين الدلالي فهو أن تحلل العناصر المشكلة لمعاني الألفاظ. وقبل تشكيل المعاني أن يقدم بها مفهوم انعطاف المعنى تفريقا بمستعملي اللغة. وتحليل انعطاف المعنى أن يحلل وحدات المعاني المقصودة بها مستعملوا اللغة والسياقات المختلفة. من الممكن أن يقوم المرء بتحليل الكلمة إلى عناصرها التكوينية دون الاعتراف بفكرة الحقل المعجمي، وذلك بأن يقدم معجمامرتبا ألفبائيا. .(أحمد مختار عمر:1988: 121)
       من التعاريف السابقة، يختصر الكاتب الخطوات لتحليل عناصر القرآن الدلالية بما يلي:
·      دراسة كل انعطاف المعنى في كل آيات يشملها اللفظ المقصد.
·      اختصار عناصر المعنى من كل انعطاف المعنى السابق
ج -   تحليل الوحدة الدلالية
      أما تحليل الوحدة الدلالية في القرآن الكريم فهو أن تدرس وحدات المعاني لتصوير شبكة لمعنى وشبكة المفهوم. وتطبيقه كما يلى:
·      اختصار معنى اللباب من انعطاف المعنى وعناصره.
·      اختصار التعاليم الأساسية في كل الكلام والسياقات.
·      اتصال التعاليم الأساسية إلى أجزاء الموضوع.
·      تنظيم أجزاء الموضوع في المباحث الخاصة.
د – تحليل علاقة المعنى
       أما تحليل علاقة المعنى فتشمل الوحدة الصرفية والنحوية وعلاقة المعنى. ونقل فريرا (60:2004-75) عن "جيرّد كزلت" و " أندريان أكماجين"  الخطوات لعلاقة المعنى بالخطوات الآتية:
·      الترادف، يؤثر معنى الألفاظ بالسياقات ومستعملي اللغة، ولدلالة معنى الترادف نعود معنى اللفظ إلى نظرية المعنى وتحليل المعنى.
·      التضاد، نعني أن هذا المصطلح تضاد المعنى أي استخدام لفظ واحد بمعنيين متضادين.
·      تضمين المعنى، هو إذا كانت صحة البيان "y " من صحة البيان "  x"، فالبيان يضمن المعنى من البيان"  y".
·      الكلمة المتضمنة ، نعني أن الألفاظ تملك المعنى المشتمل والواسع في علاقتها بين المعاني.
الجناس اللفظى والبوليزيمي، نعنى يه أن الأول مصطلح الكلمات التي تتحد في صيغتها أو شكلها وتختلف في معناها ودلالتها. والثاني مصطلح الكلمات التي تملك عددا من دلالاتها ترتبط باللفظ الواحد مثل كلمة "عين" في العربية تطلق البصرة التي يرى بها الإنسان. ونلاحظ أن السيق هو الذي يحدد كل معنى من هذه المعاني المتعددة للكلمة الواحدة.

0 comments:

Copyright © 2013. BloggerSpice.com - All Rights Reserved
Customized by: MohammadFazle Rabbi | Powered by: BS
Designed by: Endang Munawar