طرائق تعليم اللغات الأجنبية



طرائق تعليم اللغات الأجنبية
Oleh : Endang Munawar, M.Pd.I



الفصل الأول : تعريف اللغة العربية وأهميتها
اللغة وسيلة لاتصال الفرد بغيره، وعن طريق هذا الاتصال يدرك حاجته ويحصل مآربه، كما أنها وسيلة فى التعبير عن آلامه وآماله وعواطفه. وهذه البلاغة عما يخالج النفس من الميول والانفعالات والخواطر، تعد من أظهر الفوارق بين الإنسان وغيره من الأحياء، واللغة تهيّئ للفرد فرصا كثيرة متجددة للانتفاع بأوقات الفراغ، عن طريق القراءة، وزيادة الفهم للمجتمع الذى يزيد إنتاجه الفكرى يوما بعد يوم، واللغة أداة الفرد حين يحاول إقناع غيره فى مجالات المناقشة والمناظرة وتبادل الرأي فى أمر حيوي[1].
إن اللغة هي الأسلوب الذي يستخذمه الإنسان للتعبير عن أغراضه وما يدور نجلده من معان وأفكار. وما يجيش في وجدانه من عواطف وأحاسيس. واللسان هو العنصر الأساسي في جهاز النطق الإنساني حتى لنجده يستعمل في كثير من اللغات بمعنى اللغة. واللغة بهذا المعنى هي من خصائص الإنسان وحده. دون غيره من سائر المخلوقات التي تساكنه الأرض، وبدون اللغة يبدو المرأ بكما، ويغدو التفاهم بين الناس متعذرا. واللغة بشكلها المنطوق المكتوب، أداة تنتقل بها الأشياء التي تقع عليها الحواس ‘لى العقل فمعظم ما تزخز به الطبيعة من مساهد وصور وما يدور في المجتمع ينتقل إلى العقل عن طريق الكتابة أو اللفظ وكذلك فإن جل ما في العقل مشاعر وخواطر وأفطار باللغة إلى الآخرين[2].
وبعبارة أخرى، قال ابن جنى إن اللغة هي أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم. وهذا تعريف دقيق يذكر كثيرا من الجوانب المميزة للغة. أكد ابن جنى أولا الطبيعية الصوتية للغة، كما ذكر وظيفتها الاجتماعية فى التعبير ونقل الفكر، وذكر أيضا أنها تستخدم فى مجتمع فلكل قوم لغتهم[3]. واللغة وسيلة الفرد للاستفادة من تجارب الجنس البشر وثمار القرائح والعقول عن طريق القراءة والاستماع. وباللغة يستمتع الإنسان بوسائل التسلية والترفيه، فيبتهج ويضحك كأنه يرى ما يبهج ويضحك[4].
أما اللغة العربية هي اللغة التي اختارها الله لهذا الدين، وأنزل القرآن العظيم بها، فقال جلَّ وعزَّ: "إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[5]. واللغة العربية هي الكلمات التى يعبر بها العرب عن أغراضهم، وقد وصلت إلينا من طريق النقل وحفظها لنا القرآن الكريم والأحاديث الشريف وما رواه الثقات من منثور العرب ومنظومهم[6]. وبالنسبة للمسلمين كانت اللغة العربية لها مكانة خاصة بين لغات العالم كما أن أهمية هذه اللغة تزيد يوما بعد يوم في عصرنا الحاضر. وترجع أهمية اللغة العربية إلى الأسباب الآتية:
1-       اللغة العربية هى لغة القرآن الكريم
2-       وللغة العربية هى أيضا لغة مستعملة في الصلاة
3-       وهى أيضا لغة الأحاديث النبوية الشريفة لغة الحديث الشريف
4-       واللغة العربية مكانة اقتصادية في العالم
5-        وهى أيضا إحدى لغات سياسية في الأمم المتحدة[7]
ولا شكّ أن اللغة العربية ذات أهمية عند المسلمين لأنها توصل إلى فَهم كلامِ الله سبحانه، وكلامِ رسوله –صلى الله عليه وسلم-، وكلامِ السلف رحمهم اللهُ ورَضِيَ عنهم. ومن ثمّ اهتمّ المسلمون اهتماما كبيرا بترقية اللغة العربية. ويظهر ذلك أن المسلمين اليوم يتعلمون العربية فى المعاهد الإسلامية والجامعات ويفهمونها لمعرفة كلام الله المنزل باللغة العربية ومعرفة السنة ومصادر الإسلام الذى لا يفهم المسلومون بدون الفهم على اللغة العربية.
الفصل الثاني: نظرية اللغة العربية
وللحصول على الغرض المذكور، كانت اللغة العربية فى إندونيسا مادة من المواد الدراسية فى المدارس والجامعات الإسلامية.وتعليمها فيها يندرج تحت نظريتين وهما نظرية الوحدة ونظرية الفروع[8]. المراد بنظرية الوحدة فى تعليم اللغة العربية يعتبر على أن اللغة العربية وحدة مترابطة متماسكة وليست فروعا متفرقة مختلفة. وفى تطبيقها تعليم اللغة يتخذ الموضوع أو النص محورا تدور حوله جميع الدراسات اللغوية. مثل تعليم اللغة العربية فى المدرسة الثانوية أو المدرسة العالية وافى الكليات سوى قسم تربية اللغة العربية والادب تعرض اللغة العربية فى مادة واحدة فيها القراءة والتعبير والقواعد وغيرها. وأما نظرية الفروع وهي تعليم اللغة العربية فى فروع لكل فرع منهجه وكتبه وحصصه، مثل المطالعة، والمحفوظات، والتعبير، والقواعد، والإملاء وغيرها. وقسم تربية اللغة العربية بجامعة سونان غونونج جاتى الإسلامية الحكومية باندونج هو أحد مما يقوم بتعليم اللغة العربية على نظرية الفروع، لأنه يدرس فيها اللغة العربية فى وحدة متفرقة ومنها النحو والصرف والبلاغة والمحادثة والبلاغة وغيرها. ولكل درس معلمه وكتابه وحصته.

ثالثا: طرائق تعليم اللغات الأجنبية
المقصود بطريقة التعليم، الخطة الشاملة التي يستعين بها المدرس، لتحقيق الأهداف المطلوبة من تعلم اللغة. وتتضمن الطريقة ما يتبعه المدرس من أساليب، وإجراءات، وما يستخدمه من مادة تعليمية، ووسائل معينة. وهناك-اليوم-كثير من الطرائق، التي تعلم بها اللغات الأجنبية، وليس من بين تلك الطرائق، طريقة مثلى، تلائم كل الطلاب والبيئات والأهداف والظروف، إذ لكل طريقة من طرائق تعليم اللغات مزايا، وأوجه قصور. وعلى المدرس أن يقوم بدراسة تلك الطرائق، والتمعّن فيها، واختيار ما يناسب الموقف التعليمي، الذي يجد نفسه فيه. ومن أهم طرائق تعليم اللغات الأجنبية ما يلي : أ- طريقة القواعد والترجمة. ب-الطريقة المباشرة. ج-الطريقة السمعية الشفهية.  دـ- الطريقة الانتقائية. وسنعرّف لاحقاً باختصار بتلك الطرائق[9].
أ‌.        طريقة القواعد والترجمة:
من أقدم الطرائق التي استخدمت في تعليم اللغات الأجنبية، وما زالت تستخدم في عدد من بلاد العالم.تجعل هذه الطريقة هدفها الأول تدريس قواعد اللغة الأجنبية، ودفع الطالب إلى حفظها واستظهارها، ويتم تعليم اللغة عن طريق الترجمة بين اللغتين: الأم والأجنبية، وتهتم هذه الطريقة بتنمية مهارتي القراءة والكتابة في اللغة الأجنبية. ومما يؤخذ على طريقة القواعد والترجمة: إهمالها لمهارة الكلام وهي أساس اللغة، كما أن كثرة اللجوء إلى الترجمة، يقلل من فرص عرض اللغة الأجنبية للطلاب، أضف إلى ذلك أن المبالغة في تدريس قواعد اللغة الأجنبية وتحليلها يحرم الطلاب من تلقي اللغة ذاتها؛ فكثيراً ما يلجأ المعلم الذي يستخدم هذه الطريقة إلى التحليل النحوي لجمل اللغة المنشودة ويطلب من طلابه القيام بهذا التحليل. واهتمامها بالتعليم عن اللغة المنشودة أكثر من اهتمامها بتعليم اللغة ذاتها. تستخدم هذه الطريقة اللغة الأم للمتعلم كوسيلة رئيسية لتعليم اللغة المنشودة. وبعبارة أخرى تستخدم هذه الطريقة الترجمة كأسلوب رئيسي في التدريس. وبإيجاز فإنّ هذه الطريقة تمتاز بما يلي :
1_ تهتم هذه الطريقة بمهارات القراءة والكتابة والترجمة، ولا تعطي الاهتمام اللازم لمهارة الكلام.
2_ تستخدم هذه الطريقة اللغة الأم للمتعلم كوسيلة رئيسية لتعليم اللغة المنشودة. وبعبارة أخرى تستخدم هذه الطريقة الترجمة كأسلوب رئيسي في التدريس.
3_تهتم هذه الطريقة بالأحكام النحوية، أي التعميمات، كوسيلة لتعليم اللغة الأجنبية وضبط صحتها.
4_ كثيراً ما يلجأ المعلم الذي يستخدم هذه الطريقة إلى التحليل النحوي لجمل اللغة المنشودة ويطلب من طلابه القيام بهذا التحليل. واهتمامها بالتعليم عن اللغة المنشودة أكثر من اهتمامها بتعليم اللغة ذاتها.
ب‌.     الطريقة المباشرة :
تمتاز هذه الطريقة بما يلي: الاهتمام بمهارة الكلام، بدلاً من مهارتي القراءة والكتابة، وعدم اللجوء إلى الترجمة عند تعليم اللغة الأجنبية، مهما كانت الأسباب، وعدم تزويد الطالب بقواعد اللغة النظرية، والاكتفاء بتدريبه على قوالب اللغة وتراكيبها، والربط المباشر بين الكلمة والشيء الذي تدل عليه، واستخدام أسلوب المحاكاة والحفظ، حتى يستظهر الطلاب جملاً كثيرة باللغة الأجنبية.ومما يؤخذ على هذه الطريقة: أن اهتمامها بمهارة الكلام، جعلها تهمل مهارات اللغة الأخرى، كما أن تحريمها استعمال الترجمة في التعليم (حتى عند الضرورة) يؤدي إلى ضياع الوقت، وبذل جهد كثير من المدرس والطالب، كما أنَّ الاعتماد على التدريبات النمطية، دون تزويد الطالب بقدر من الأحكام والقواعد النحوية، يحرم الطالب من إدراك حقيقة التركيب النحوي، والقاعدة التي تحكمه.
وبإيجاز فإنّ هذه الطريقة تمتاز بما يلي :
1_ تعطي الطريقة المباشرة الأولوية لمهارة الكلام بد لا من مهارة القراءة والكتابة والترجمة، على أساس أن اللغة هي الكلام بشكل أساسي.
2_ تتجنب هذه الطريقة استخدام الترجمة في تعليم اللغة الأجنبية وتعتبرها عديمة الجدوى، بل شديدة الضرر على تعليم اللغة المنشودة وتعلمها.
3_ بموجب هذه الطريقة، فإن اللغة الأم لا مكان لها في تعليم اللغة الأجنبية.
4_ تستخدم هذه الطريقة الاقتران المباشر بين الكلمة وما تدل عليه، كما تستخدم الاقتران المباشر بين الجملة والموقف الذي تستخدم فيه. ولهذا سميت الطريقة بالطريقة المباشرة.
5_ لا تستخدم هذه الطريقة الأحكام النحوية، لأن مؤيدي هذه الطريقة يرون أن هذه الأحكام لا تفيد في إكساب المهارة اللغوية المطلوبة.
6_ تستخدم هذه الطريقة أسلوب " التقليد والحفظ " حيث يستظهر الطلاب جملاً باللغة الأجنبية وأغاني ومحاورات تساعدهم على إتقان اللغة المنشودة.

ت‌.     الطريقة السمعية الشفهية

من أهم أسس هذه الطريقة :عرض اللغة الأجنبية على الطلاب مشافهة في البداية، أما القراءة والكتابة، فيقدمان في فترة لاحقة، ويعرضان من خلال مادة شفهية، دُرِّب الطالب عليها.ينحصر اهتمام المدرس في المرحلة الأولى في مساعدة الطلاب على إتقان النظام الصوتي والنحوي للغة الأجنبية، بشكل تلقائي. ولا يصرف اهتمام كبير في البداية لتعليم المفردات، إذ يكتفى منها بالقدر الذي يساعد الطالب على تعلم النظام الصوتي والنحوي للغة الأجنبية. وترى هذه الطريقة وضع الدارس في مواجهة اللغة، حتى يمارسها ويستخدمها. ولا مانع من اللجوء إلى الترجمة، إذا استدعى الأمر ذلك. وينبغي استعمال الوسائل السمعية والبصرية بصورة مكثفة، واستخدام أساليب متنوعة لتعليم اللغة، مثل المحاكاة والترديد والاستظهار، والتركيز على أسلوب القياس، مع التقليل من الشرح، والتحليل النحوي.وبدلا من ذلك يتم تدريب الطلاب تدريباً مركزاً على أنماط اللغة وتراكيبها النحوية. ومما يؤخذ على هذه الطريقة، الاهتمام بالكلام على حساب المهارات الأخرى، والاعتماد على القياس، دون الأحكام النحوية، والإقلال من اللجوء إلى الترجمة.

ث‌.     الطريقة الانتقائية

ترى هذه الطريقة أن المدرس حر في اتباع الطريقة التي تلائم طلابه؛ فله الحق في استخدام هذه الطريقة، أو تلك. كما أن من حقه أن يتخيَّر من الأساليب، ما يراه مناسباً للموقف التعليمي، فهو قد يتبع أسلوبا من أساليب طريقة القواعد والترجمة، عند تعليم مهارة من مهارات اللغة، ثم يختار أسلوباً من أساليب الطريقة السمعية الشفهية في موقف آخر. وقد نبعت فلسفة هذه الطريقة من الأسباب التالية: لكل طريقة محاسنها التي تفيد في تعليم اللغة، ولا توجد طريقة مثالية تخلو من القصور، وطرائق التعليم تتكامل فيما بينها ولا تتعارض، وليس هناك طريقة تناسب جميع الأهداف والطلاب والمدرسين والبرامج. وتأتي الطريقة الانتقائية رداً على الطرق الثلاث السابقة. والافتراضات الكامنة وراء هذه الطريقة بإيجاز هي :
1_ كل طريقة في التدريس لها محاسنها ويمكن الاستفادة منها في تدريس اللغة الأجنبية.
2_ لا توجد طريقة مثالية تماماً أو خاطئة تماماً ولكل طريقة مزايا وعيوب وحجج لها وحجج عليها.
3_ من الممكن النظر إلى الطرق الثلاث السابقة على أساس أن بعضها يكمل البعض الآخر بدل من النظر إليها على أساس أنها متعارضة أو متناقضة. وبعبارة أخرى، من الممكن النظر إلى الطرق الثلاث على أنها متكاملة بدل من كونها متعارضة أو متنافسة أو متناقضة.
4_ لا توجد طريقة تدريس واحدة تناسب جميع الأهداف وجميع الطلاب وجميع المعلمين وجميع أنواع برامج تدريس اللغات الأجنبية.
5_ المهم في التدريس هو التركيز على المتعلم وحاجاته، وليس الولاء لطريقة تدريس معينة على حساب حاجات المتعلم.
6_ على المعلم أن يشعر أنه حر في استخدام الأساليب التي تناسب طلابه بغض النظر عن انتماء الأساليب لطرق تدريس مختلفة. إذ من الممكن أن يختار المعلم من كل طريقة الأسلوب أو الأساليب التي تناسب حاجات طلابه وتناسب الموقف التعليمي الذي يجد المعلم نفسه فيه.


[1]  عبد العليم إبراهيم، الموجه الفنى لمدرسي اللغة العربية، (مصر: دار المعارف، 1973)، ص. 43
[2] سعاد عبد الكريم الوائلي، طرائق تدريس الأدب والبلاغة والتعبير بين التنظير والتطبيق، (المصر: دار الشروق والتوزيع، 2004)، ص. 18.
[3]  محمود فهمى حجازى، علم اللغة العربية، (الكويت: وكالة المطبوعة، 1973)، ص. 9.
[4] عبد العليم إبراهيم، المرجع السابق، ص. 44.
[5] يوسف : 2
[6] مصطفى الغلايينى، المرجع السابق، ص.7.
[7] محمد على الخولى، أساليب تدريس اللغة العربية، (الرياض: دار الفكر، 1982)، ص.19.
[8] عبد العليم إبراهيم، المرجع السابق،ص.50
[9]علي الخولي، أساليت تدريس اللغة العربية، 20-25

0 comments:

Copyright © 2013. BloggerSpice.com - All Rights Reserved
Customized by: MohammadFazle Rabbi | Powered by: BS
Designed by: Endang Munawar