مفهوم علم البيان و أقسامه

أ‌.               مفهوم علم البيان و أقسامه
Oleh: Endang Munawar, M.Pd.I
البيان لغة: الكشف والظهور.
اصطلاحاً: أصول وقواعد يُعرف بها إيراد المعنى الواحد بطرق متعدّدة وتراكيب متفاوتة:
من مباحث علم البيان : 1- التشبيه     2- الاستعارة       3- الكناية      4 -المجاز المرسل
أولاً : التشبيه

1-  تعريف التشبيه
التشبيه لغة: هو التمثيل، يقال: (هذا مثل هذا وشبهه). اصطلاحاً: هو عقد مماثلة بين شيئين أو أكثر يراد إشراكهما في صفة من الصفات بإحدى أدوات  التشبيه لغرض يريده المتكلّم.
2-  أدوات التشبيه
أسماء : (شبه  - مثل – ومماثل – مشابه - نظير)
فعـــــــال : (يشبه - يماثل  - يضارع – يحاكي)
حــروف : (الكاف - وكأن )  .
مثل : محمد كالأسد في الشجاعة - البنت كالقمر في الجمال .
3-  أركان التشبيه : 
1. المشبه       2. المشبه به            3. وجه الشبه       4. أداة التشبيه
محمد
كـ
الأسد
في الشجاعة
مشبه
أداة التشبيه
مشبه به
وجه الشبه
(1) مُشََّبه : وهو الموضوع المقصود بالوصف ؛ لبيان قوته أو جماله ، أو قبحه .
(2) مُشَبَّه به : وهو الشيء الذي جئنا به نموذجاً للمقارنة ؛ ليعطي للمشبه القوة أو الجمال ، أو القبح ، ويجب أن تكون الصفة فيه أوضح .
(3) ووجه الشبه : وهو الوصف الذي يُستخلص في الذهن من المقارنة بين المشبه و المشبه به ، أو هو الصفة المشتركة بين الطرفين المشبه و المشبه به .
(4) وأداة التشبيه : هي الرابط بين الطرفين .
4-  أنواع التشبيه
مفرد
مركب
مفصل
مجمل
بليغ
تمثيل
ضمني
(أ) أولاً : التشبيه المفرد : وهو تشبيه لفظ بلفظ .
أنواع التشبيه المفرد :
1 - تشبيه مُفَصَّل : عندما نذكر الأركان الأربعة .
مثل : العلم  كالنور  يهدي الذي يطلبه (كل الأركان مذكورة)
العلم
كـ
النور
يهدي الذي يطلبه
مشبه
أداة التشبيه
مشبه به
وجه الشبه
2 - تشبيه مُجْمَل : وهو ما حُذِف منه وجه الشبه ، أو أداة التشبيه .
 مثل : العلم كـالنور (حُذِف وجه الشبه )
العلم
كـ
النور
مشبه
أداة التشبيه
مشبه به
ومثل : العلم نور يهدي كل من طلبه (حُذِفت أداة التشبيه )
العلم
نور
يهدي كل من طلبه
مشبه
مشبه به
وجه الشبه
 3 - تشبيه بليغ : وهو ما حُذِف منه وجه الشبه و الأداة ، وبقي المشبه و المشبه به .
ومثل : العلم نور (حُذف وجه الشبه و الأداة)
العلم
نور
مشبه
مشبه به
أو مثل : الجهل موت والعلم حياة .
(ب) ثانياًً : التشبيه المركب :
أنواع التشبيه المركب :
1 - تشبيه تمثيلي : هو تشبيه صورة بصورة ووجه الشبه فيه صورة منتزعة من أشياء متعددة.
مثل : قول الله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ )
شبه الله سبحانه وتعالى هيئة الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ابتغاء مرضاته ويعطفون على الفقراء و المساكين بهيئة الحبة التي أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة .
و كقول علي الجارم في العروبة :
توحّد حتى صار قلباً تحوطه ** قلوب من العُرْب الكرام وأضلع
حيث شبه هيئة الشرق المتحد في الجامعة العربية يحيط به حب العرب وتأييدهم بهيئة القلب الذي تحيط به الضلوع.
قال تعالى في شأنِ اليهود : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً ...).
حيث شبهت الآية حالة وهيئة اليهود الذين حُمَّلوا بالتوراة ثم لم يقوموا بها ولم يعملوا بما فيها بحالة الحمار الذي  يحمل فوق ظهره أسفاراً (كتباً) ، فهي بالنسبة إليه لا تعدو(لا تتجاوز) كونها ثقلاً يحمله .
2 - تشبيه ضمني : وهو تشبيه خفي لا يأتي على الصورة المعهودة ولا يُصَرح فيه بالمشبه و المشبه به ، بل يُفْهم ويُلْمح فيه التشبيه من مضمون الكلام ، ولذلك سُمّي بالتشبيه الضمني ، وغالباًً ما يكون المشبه قضية أو ادعاء يحتاج للدليل أو البرهان ، ويكون المشبه به هو الدليل أو البرهان على صحة المعنى .
التشبيه الضمني قضية وهي (المشبه) ، والدليل على صحتها (المشبه به) .
قال المتنبي في الحكمة :
من يهُن يسهُل الهوان عليه **  مـا لجُـرحٍ بميّت إيـلامُ
ما سبق نلمح فيه التشبيه ولكنه تشبيه على غير المتعارف ، فهو يشبه الشخص الذي يقبل الذل دائماً ، وتهون عليه كرامته ، ولا يتألم لما يمسها ، بمثل حال الميت فلو جئت بسكين ورحت تقطع أجزاء من جسده ما تألم ولا صرخ ولا شكى ولا بكى ؛ لأنه فقد أحاسيس الحياة ، وبذلك يكون الشطر الثاني تشبيهاً ضمنياً ؛ لأنه جاء برهاناً ودليلاً على صحة مقولته في الشطر الأول.
قال ابن الرومي:
يَشِيب الْفَتَى وَلَيْسَ عجيباً **  أَنْ يُرَى النَّورُ في الْقَضِيبِ الرَّطيبِ
يقول الشاعر : إن الشاب الصغير قد يشيب قبل أوان الشيب ، وهذا ليس بالأمر العجيب ، وليدلل على صحة مقولته أتى لنا بالدليل و هو أن الغصن الغض الصغير الذي مازال ينمو قد يظهر فيه الزهر الأبيض ، فهو لم يأْت بتشبيه صريح ولم يقل : إن الفتى وقد ظهر الشيب فيه كالغصن الرطيب حين إزهاره ، ولكنه أتى بذلك ضمناً.
التشبيه الضمني لا تذكر فيه الأداة، بينما التشبيه التمثيلي غالباً تذكر فيه الأداة .
ثانيا: الاستعارة
1-              تعريف الاستعارة
الاستعارة : تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه . نفهم من الكلام السابق أن التشبيه لابد فيه من ذكر الطرفين الأساسين وهما (المشبه والمشبه به) فإذا حذف أحد الركنين لا يعد تشبيهاً بل يصبح استعارة .
2-              أنـواع الاستعـارة
1.  استعارة تصريحية : وهى التي حُذِفَ فيها المشبه(الركن الأول) وصرح بالمشبه به. مثل : نسي الطين ساعة أنه طين .. شبه الشاعر الإنسان بالطين ثم حذف المشبه (الإنسان) وذكر المشبه به (الطين) على سبيل الاستعارة التصريحية.
مثل قوله تعالى الله وليُّ الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور .. شبه الكفر بالظلمات والإيمان بالنور ثم حذف المشبه (الكفر والإيمان) وذكر المشبه به
(الظلمات والنور)على سبيل الاستعارة التصريحية.
2.  استعارة مكنية : وهى التي حُذِفَ فيها المشبه به)الركن الثاني) وبقيت صفة من صفاته ترمز إليه. مثل : حدثني التاريخ عن أمجاد أمتي فشعرت بالفخر والاعتزاز .
المحذوف المشبه به ، فالأصل : التاريخ يتحدث كالإنسان ، ولكن الإنسان لم يذكر وإنما ذكر في الكلام ما يدل عليه وهو قوله : حدثني فالدليل على أنها استعارة : أن التاريخ لا يتكلم
3.  الاستعارة التمثيلية : أصلها تشبيه تمثيلي حُذِفَ منه المشبه وهو الحالة والهيئة الحاضرة) وصرح بالمشبه به وهو الحالة والهيئة السابقة مع المحافظة على كلماتها وشكلها وتكثر غالباً في الأمثال عندما تشبه الموقف الجديد بالموقف الذي قيلت فيه. مثل : لكل جواد كبوة - رجع بخفي حنين - سبق السيف العذل - فمن يزرعِ الشوك يجنِ الجراح.
ثالثا: الكناية
1.              تعريف الكناية
هي تعبير لا يقصد منه المعنى الحقيقي ، و إنما يقصد به معنى ملازم للمعنى الحقيقي أو هي: تعبير استعمل في غير معناه الأصلي(الخيالي) الذي وضع له مع جواز إرادة المعنى الأصلي (الحقيقي). لتوضيح الكلام السابق بمثال يقول (أبي نظيف اليد) من الواضح أن المعنى الحقيقي هنا ليس مقصوداً وهو معنى غسل اليد و نظافتها من الأقذار، وإنما يقصد المعنى الخيالي الملازم لذكر هذه العبارة الذي يتولد ويظهر في ذهننا من: (العفة أو الأمانة، أو النزاهة أو الترفع أو نقاء الضمير) وما شابه ذلك من المعاني المجردة حسب سياق الحديث ، وهذه هي الكناية معنى ملازم للمعنى الحقيقي. مثال:قال تعالى وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ (الفرقان: 27) لو تأملنا الآية السابقة نجد أن المقصود من هذه الآية ليس المعنى الحقيقي وهو عضاليدين، وإنما يقصد المعنى الخيالي الملازم لذكر هذه الآية الذي يتوّلد ويظهر في ذهننا من: الندم الشديد حيث إن من ظلم نفسه بكفره بالله ورسوله ولم يستجب لدعوة الإيمان يرى مصيره المرعب يوم القيامة ألا وهو النار فيندم على ما كان منه في الحياة في وقت لا ينفع يه الندم ، فيعض على يديه
2.              أنواع الكناية:
1-              كناية عن صفة وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن صفة لازمة لمعناه كالكرم – العزة – القوة – الكثرة ...مثال: قال تعالى وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ كناية عن صفة البخل كناية عن صفة التبذير فلان ألقى سلاحه كناية عن الاستسلام فلان نقي الثوب كناية عن النزاهة والطهارة.
2-               كناية عن موصوف: وهى التي يكنى بالتركيب فيها عن ذات أو موصوف (العرب – اللغة – السفينة) وهى تفهم من العمل أو الصفة أو اللقب الذي انفرد به الموصوف. مثال (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ) كناية عن سيدنا يونس. قال الشاعر : يا ابنة اليم ما أبوك بخيل كناية عن السفينة
رابعا: المجاز المرسل
1.              تعريف المجاز المرسل
هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة ، ويجب أن تكون هناك قرينة تمنع المعنى الأصلي للفظ. أو هو كلمة لها معنى أصلي لكنها تستعمل في معنى آخر على أن يوجد علاقة بين المعنيين دون أن تكون علاقة مشابهة ، وتعرف تلك العلاقة من المعنى الجديد المستخدمة فيه الكلمة
مثال لذلك : " قبضنا على عين من عيون الأعداء" فلفظ "عين " هنا ليس المقصود منها العين الحقيقية وإنما المقصود منها الجاسوس ، و القرينة التي تمنع المعنى الأصلي للفظ هنا أنه لا يمكن القبض على العين فقط دون بقية جسد الجاسوس
س : لماذا سمي المجاز بالمجاز المرسل ؟
جـ : سمي المجاز بالمجاز المرسل ؛ لأنه غير مقيد بعلاقة واحدة ، كما هو الحال في الاستعارة المقيدة بعلاقة المشابهة فقط ، ولأن علاقاته كثيرة
2.              وعلاقات المجاز المرسل كثيرة أهمها
1-              الجزئيةعندما نعبر بالجزء ونريد الكل. قال تعالى: فتحرير رقبة مؤمنة فكلمة رقبة مجاز مرسل علاقته الجزئية ؛ لأنه عبر بالجزء الرقبة وأراد الكل الإنسان المؤمن
2-              الكليةعندما نعبر بالكل ونريد الجزء. قال تعالى: يجعلون أصابعهم في آذانهم فــأصابعهم مجاز مرسل علاقته الكلية ؛ لأنه عبر بالكل أصابعهموأراد الجزءأناملهم أي أطراف أصابعه
3-              المحلّية قال تعالى واسأل القرية فــ القرية مجاز مرسل علاقته المحلّية ؛ لأنه ذكر القرية وأراد أهلها الذين محلهم ومكانهم القرية ، فالعلاقة المحلية
4-              الحاليّةعندما نعبر بلفظ الحال ونريد المكاننفسه.
5-              مثل إِنَّ الْأبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ فقد استعمل نعيم وهو دال على حالهم، وأراد محل ومكان النعيم وهو الجنة. نزلتُ بالقوم فأكرموني .المجاز المرسل في كلمةالقوم ؛ لأن القوم لا يُنزل بهم ، وإنما يُنزل في المكانالذي يسكنه القوم، فذكر الحال وهو قوم وأراد المحل وهو المكان
6-              السببية وهي تسمية الشيء باسم سببه ، أو عندما نعبر بالسبب عن المسبَّب. رعت الماشية الغيث المجاز في كلمةالغيث ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن الغيث لا يرعى ، وإنما الذي يرعى النبات. حيث أن الغيث سبب للنبات فعُبِّر بالسبب عن المسبَّب
7-              المسبَّبِيّةوهي تسمية الشيء باسم ما تسببعنه. قال تعالى: هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُم مِّنَ السَّمَاء رِزْقًا المجاز في كلمة رزقًا ، فهي في غير معناها الأصلي؛ لأن الذي ينزل من السماء المطروليس الرزق، وعبر بالرزق عن المطر؛ لأن الأول الرزق متسبب عن الثاني المطر.
8-              اعتبار ما كانبأن يستعمل اللفظ الذي وضع للماضي في الحال
قال تعالى : ) وآتوا اليتامى أموالهم ..) المجاز في كلمةاليتامى ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن اليتيم وهو : من فقد والده قبل الرشد لا يأخذ ماله، وإنما يأخذ المال عندما يتجاوز سن اليُتْم ويبلغ سن الرشد، فاستعملت كلمة يتامى وأريد بها الذين كانوايتامى ، بالنظر إلى حالتهم السابقة

9-              اعتبار ما سيكونبأن يستعمل اللفظ الذي وضعللمستقبل في الحال .
 
قال تعالى: إنَّكَ ميتٌ وإنهم ميتون المجاز في كلمةميتٌ، فهي في غير معناها الأصلي ؛ لأن المخاطب بهذا هو النبيصلى الله عليه وسلموقد خوطب بلفظ ميت وهو لا يزال حيًا بالنظر إلى ما سيصير إليه أي باعتبار ما سيكون.

0 comments:

Copyright © 2013. BloggerSpice.com - All Rights Reserved
Customized by: MohammadFazle Rabbi | Powered by: BS
Designed by: Endang Munawar