أغراض التربية الإسلامية TUJUAN PENDIDIKAN ISLAM
أغراض
التربية الإسلامية
قال
هـ.م عارفين (2008 : 54 ) الغرض من عملية التربية الإسلامية هو آمل المتضمنة مع
قيم الإسلامى المراد إلى الغاية في عملية التربية تأسس على تعاليم الإسلامية.
ويرى
الغزالي أن الغرض من التربية التقرب إلى الله دون الرياسة والمباهة، وألا يقصد
المتعلم بالتعلم الرياسة والمال والجاه، ومماراة السفهاء، ومباهاة الأقران. وهو لا
يخرج عن التربية الخلقية. ومن الممكن أن نلخص الغرض الأساسى من التربية الإسلامية
في كلمة واحدة هي "الفضيلة" (محمد عطيّة
الابراشى، د.س : 22-23 ).
وأما
أغراض التربية الإسلامية فتنقسم إلى قسمين هما الغرض العام والغرض الخاص. ولهذين
علاقة موثقة ولا ينفصل أحدهما عن الآخر.
أ)
أغراض
التربية الإسلامية العامة
المراد
بالأغراض العامة هي التغييرات التي تراد بها عملية التربية لاكتسابها. هناك كثير
من العلماء المربين يحاولون أن يعينوا الأغراض التربوية وفقا بفهمهم من بيان
التاريخ الفكري للتربية الإسلامية. ومن أغراضها العامة التي قدمها المربيون هي
الآتية:
1. تكوين الأخلاق الكريمة. قد اتفق المسلمون أن
التربية الأخلاقية الكاملة هي جوهرة التربية الإسلامية.
2. إعداد التلاميذ لسلوك الحياة الدنيوية والأخروية.
لا تهتم فقط التربية الإسلامية بالمجال الدينى.
3. إعداد التلاميذ لاكتساب الرزق والرعاية من حيث
نفعه. وقد سمينا هذا الغرض بالأغراض العملية والمهنية.
4. تحريك حماسة التعلم واقتناع حرصهم لمعرفة العلوم
ودراستها.
5. إعداد التلاميذ المهنيين في كل مجالات حتى تكون لهم
سيطرة في مجال معين وينالوا الرزق بالإضافة إلى رعاية الجوانب الروحية والدينية
(حسن لنغولونج، 1989: 16)
اعتمادا
على ذلك، يبدو لنا أن التربية الإسلامية لها أغراض واسعة وعميقة كواسعة الحوائج
الإنسانية وعمقها كمخلوق فردي واجتماعي عابد لخالقه. لذلك كانت أغراض التربية
الإسلامية العامة هي عملية لتكوين الشبابية في التلاميذ ليعيشوا على حسب أنفسهم
وأيديهم لجميع نواحيها.
ب)
أغراض
التربية الإسلامية الخاصة
هناك
آراء العلماء المربين في تقديم أغراض التربية الإسلامية الخاصة. رأت نور أحبياتي
(1998: 59) أنّ غرض التربية الإسلامية الخاصة تفهم في كلام الله تعالى:"
يَاأَيُّهاَ الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ
إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ" {أل عمران: 102} أي تكوين شخصية الإنسان
المسلمة كما قاله مارمبا (1989: 30) أن غرض التربية الإسلامية الخاصة أو الأخيرة
هو تكوين الشخصية المسلمة. الشخصية المسلمة في الحقيقة عبارة تدل على تكامل نوعية
الفرد المسلم. وبالطبع أن هذه الشخصية مكونة من عدة العناصر التي تدعمها جسمية
كانت أو روحية أو عقلية.
وقال ذو الكبير
وآخرون (1993: 153) تنقسم أغراض التربية الإسلامية إلى ثلاثة أقسام، وهي الأغراض
التي تتعلق بالجسم، بمعنى أنّ التربية الإسلامية تهتم بالنواحي الجسمية برعايتها
وتنميتها ليكون التلميذ صحيحا قويا؛ والأغراض التي تتعلق بالعقل، بمعنى أنّ
التربية الإسلامية تهتم بتنمية عقلية التلميذ التي تحمله إلى الحقيقة العليا عن
طريق عرض الواقعيات التي تدل على وجود الله تعالى، وتدفعه إلى التفكير المنطقي
والنقدي؛ والأغراض التي تتعلق بالروح، بمعنى أنّ التربية الإسلامية تهتم بتنمية
النوعية الروحية التي تطبق في السلوك أو الأخلاق الإجراءات التي تدل على الشخصية.
من الشرح
السابق تستنتج الكاتبة أنّ أغراض التربية الإسلامية هي تشكيل الإنسان الكامل
الشخصية، أي من يستطيع أن يعبد الله تعالى في المعنى الواسع بكونه خليفة في الأرض.
د-
طرق
التربية الإسلامية
الطريقة
اصطلاحا بمعنى كيفية المسلوكة لإلقاء المواد الدراسية نحو الوصول إلى أهداف
التربية (محمود، 2005 :151). وبين أحمد تفسير (1992: 131) أنّ طريقة التربية جميع
أساليب مستخدمة في عملية التربية. وهي هنا تدل على أوسع معنى بما أنّ التعليم جزء
من مساعي التربية فالطريقة هنا مشتملة على طريقة التعليم.
وقد قرر
العلماء أنّ طرق التربية الإسلامية كثيرة للعوامل المعينة، ومن بينها قدرة المربّي
والتلاميذ، والبيئة التي تقع فيها عملية التربية، والحاجات، والمواد الدراسية التي
يراد القائها، وغير ذلك. الطرق التي تشتهر فيها عند ذي الكبير وآخرين (1993: 156-158) هي
طريقة الحوار، وطريقة التدبر والتفكر، وطريقة الأمثال.
وقال محمّد قطب في كتابه
"منهاج التربية الإسلامية" الذي نقلت منه نور أحبياتي (1998: 134- 140)
إنّ طرق التربية الإسلامية ثمانية أنواع وهي التربية بالقدوة، والتربية بالنصيحة،
والتربية بالعقوبة، والتربية بالقصص، والتربية بالتعويد، والتربية بإجراء القوى،
والتربية بإملاء الفراغ، والتربية بالحوادث.
وقال عبد
الرحمن النحلاوي (د.س : 205) هناك أساليب
أو طرق في التربية الإسلامية : أسلوب الحوار القرآني والنبوي، والتربية بالقصص
القرآني والنبوي، التربية بالأمثال القرآنية والنبوية، والتربية بالقدوة، والتربية
بالممارسة والعمل، والتربية بالعبرة والموعظة، والتربية بالترغيب والترهيب.
بالنظر
إلى آراء العلماء، فمن أهم الطرق التي يمكن استعمالها في التربية الإسلامية هي:
طريقة الحوار، والعبرة، والأمثال، والقدوة أو الأسوة، والتعويد، والترغيب
والترهيب. ويبين الكاتب كلا منها فيما يلي:
أ-
طريقة
الحوار
طريقة
الحوار هي نشاطات الاتصال الشفوي بين المربّي والتلميذ. وفي هذه الحال يكون المربي
من يلقي الأخبار والمعلومات، والتلميذ من يتلقيها (ذو الكبير وأخرون، 1993: 156).
فيبدو أن التلميذ في هذه الطريقة من يصاحب المربّي في الاتصال، ولكنّه ينمي نفسه
دفعة واحدة عن طريق تلقي العلوم، والأخبار، والقيم، وغيرها التي هي موضوع من
موضوعات الحوار. ويعتمد هذه الطريقة على قوله تعالى: " يَابُنَيَّ إِنَّهَآ
إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي
السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي اْلأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ
﴿لقمان: 16﴾؛
ويا" يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاَةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ
الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَآأَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ اْلأُمُورِ ﴿لقمان:
17﴾؛ وغيرها.
ب- طريقة العبرة
طريقة
العبرة هي دعوة التلميذ إلى التأمل عما يصيب الآخرين بحيث إنّه يشعر ما يشعره
الآخرون، والتفكر عما يقع في البيئة بحيث إنّه يستطيع أن يستعمل طاقاته العقلية
(ذو الكبير وآخرون، 1993: 157). وهذا التأمل يؤدي إلى السلوك الاجتماعية العالية،
فتبدو في نفسه شعور التضامن الاجتماعي، والطاعة، والانضباط، وغيرها. ويعتمد هذه
الطريقة على قوله تعالى: " وَوَصَّيْنَا اْلإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ
حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ
لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿لقمان:
14﴾.
ج- طريقة الأمثال
طريقة
الأمثال هي استعمال ذوات الأشياء الواقعية لتفهيم التلميذ على المواد
الدراسية، وإثارة وعيه، واعتقاده في الحياة (ذو الكبير وآخرون، 1993: 158). وقد قدم
القرآن الكريم أساسيات هذه الطريقة في عدة سور، ومن بينها قوله تعالى: "
مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ
الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا
بِئَايَاتِ اللهِ وَاللهُ لاَيَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ﴿الجمعة
: 5﴾.
د-
طريقة
الأسوة أو القدوة
طريقة
الأسوة هي إعطاء التلميذ القدوة الحسنة عن طريق الأعمال الحسنة أو السلوك
المحمودة، أو الأخلاق الكريمة، أو جميع ألإجراءت الحسنة ليقتدي بها. والأسوة طريقة
مثالية أعطاها النبي صلى الله عليه وسلّم في مساعيه التربوية، وهي ما يجعله ناجحا
في دعوته الإسلامية، فيعتبر أنّ الأسوة طريقة فعالة بالنسبة لناجحه. قال الله
تعالى : "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي
رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُوا اللهَ وَالْيَوْمَ
اْلأَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا ﴿الأحجاب
: 21﴾. وفي هذا
الحال يقوم للمربّيين أن يتبعوه صلى الله عليه وسلّم في القيام بالتربية الإسلامية
بإعطاء التلاميذ الأسوة الحسنة.
هـ- تطريقة التعويد
طريقة
التعويد هي التدريبات المنتظمة ليكون التلميذ منظبطا في القيام بوظائفه. وتبدو
أهمية التعويد في التكوين الخلقي فرديا كان أو اجتماعيا. فمن الواجبات لابد
للمربيين من القيام بها هي الاهتمام بعادات التلاميذ في المعاملة اليومية، لأنّ
فيها البيئة التي لا تقل أثارها في تكوين سلوكه. وفي هذه الحال قال النبي صلى الله
عليه وسلّم فيما رواه البخاري: "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه أو
ينصّرانه أو يمجّسانه"؛ وفيما رواه الترمذي: "المرء على دين خليله
فلينظر أحدكم من يخالل". ومعنى هذا أنّ التكوين الخلقي يتوقف بحد كبير على
البيئة في المعاملة.
و-
طريقة
الترغيب والترهيب
يمكننا
باستقراء آيات القرآن أن نعرف في الترغيب والترهيب كما يلى: الترغيب وعد يصحبه
تحبيب وإغراء، بمصلحة أو لذة أو متعة أجلة، مؤكدة، خيرة، خالصة من الشوائب، مقابل
القيام بعمل صالح أو الامتناع عن لذة ضارة أوعمل سيئ ابتغاء مرضاة الله، وذلك رحمة
من الله لعباده.
والترهيب وعيد وتهديد بعقوبة
تـترتب على اقتراف إثم أو ذنب مما نهى الله عنه أو على التهاون في أداء فريضة مما أمر الله به، أو هو تحديد من الله يقصد به
تخويف عباده.
هـ- التقويم
قالت
أحبياتي (1999 : 144) التقويم في تربية الإسلامية هو طريقة الإسستنتاج على السلوك
الإنسان تأسس على معيار الحساب الشامل من جميع نواح الحياة جسمانيا كان أم
روحانيا، لأن حاصل التربية الإسلامية ليس إلا بوجود شخص
متديّن بل بوجود شخص ذو علم والمهارة
ويتعبد إلى الله الواحد والتواصل بالمجتمع.
1). أهداف
تقويم التربية الإسلامية
وأما الأهداف من تقويم التربية
الإسلامية إجماليا يشتمل على أربعة منها:
أ-
السلوك
والتطبيق على معنى الرابطة نفسه بخالقه.
ب- السلوك
والتطبيق على معنى الرابطة نفسه بمجتمعه.
ج- السلوك
والتطبيق على معنى الرابطة نفسه بالعالم.
د- السلوك والرأي على نفسه كعبد
الله وكعضو المجتمع وكالخالفة في الأرض.
2).
نظام تقويم التربية الإسلامية الذي قام به الله
ذكر
الله تعالى علينا بخلال القرآن على أنّ عمل التقويم إلى التلميذ هو
وظيفة مهمّة في عملية التدريس الذي قام المربّي، وله ثلاثة الأغراض من نظام تقويم الله على عمل الإنسان منها:
أ-
للإمتحان
على استطاعة الإنسان المؤمن إلى جميع المشكلات الحياة.
ب- للتعريف حاصل التربية الوحي من الله الذي قام به
رسول الله على أمته.
ج- للتعيين طبقات حياة الإنسان
لإسلامه وإيمانه حتى يعرف به من الذين
اتقوا وكفروا بالله. والمثال من هذا التعريف كما قال الله تعالى :
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ
الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ
وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ﴿البقرة
: 155﴾.
نظرا
إلى الآية السابقة أن غرض التقويم بطريقة الإمتحان هو قوّة نفس المؤمن والتقوى إلى
الله، إذ هم قادرون على جميع الإمتحانات من الله فعليهم ينالون السرور، وثابت
القلب، وسلم من التساؤم، ودخول الجنة.
0 comments: