الباب الأول
المقدمة
تعتبر اللغة
الفصحى -التي تعني معجميًا الأوضح والأكثر قدرة على التعبير- اللغة الموحدة التي
يتفاهم بها العرب طوال تاريخهم، ومن النواحي المجهولة الغامضة في تاريخ اللغة
العربية نشأتها الأولى، ولكن لا يكاد القرن السابع الميلادي ينتصف حتى يجد مؤرخ
اللغة نفسه أمام لغة ناضجة.وتنتمي هذه اللغة (العربية) إلى الشعبة الجنوبية من
أسرة اللغات السامية، وهي تعرف بلغة عدنان في مقابل قحطان، وتعرف كذلك بلغة مضر،
ويفضل المتأخرون تسميتها بلغة قريش، وإن كان ذلك لا يتفق مع ما هو متاح من مصادر
يؤكد أن الفصحى ما هي إلا لغة معيارية تجمع مكونات من لهجات عربية مختلفة.ومع
اتساع الدولة الإسلامية.

فاللغة العربية
الفصحى هي اللغة الدينية لملايين كثيرة من المسلمين، وللعربية الفصحى (الموحدة)
أهمية إستراتيجية على المستوى العربي، فهي الرباط الثقافي الذي ربط بين الشعب
العربي من المحيط إلى الخليج. ويذكر أن العرب لم يستخدموا اللغة الفصحى المعيارية
كلغة أم، أي اللغة التي تستعمل بدون تعليم ومعرفة بالقواعد، ولكنها كانت لغة
معيارية موحدة لجميع قبائل العرب في السياقات الرسمية وكوسيلة للتفاهم فيما بينهم.
وواقع اللغة الفصحى الآن لا يختلف كثيرًا
عن ماضيها.
مما سبق تبرز أهمية هذا البحث الذي يهدف
إلى بيان صراع اللغات. ولتحقيق هذا الهدف فإن البحث يسعى
إلى الإجابة عن الأسئلة الآتية :
Read More »
0 comments: